عزاء أبيض
أكان ذلك ذات حلم أم ذات كابوس؟؟.. لا أدري.. بدأ الأمر لحظة قررتُ أن ألقي بنفسي في لجّة كفيك لتتلاقفني خطوط القدر وتلفظني حطاماً على شواطئ الأسئلة. كم سنة من الحزن أحتاج لتذكر عام ونصف، وكم نهراً من الدمع سيلزمني لأبكي دجلة والفرات؟! كم كفاً أريد لأبدد حشود الضباب التي تئد عيني كلما حاولتُ استعادة صور تلك اللحظات.. دبابات تسعى فوق جسد روحي، ووطن خنقته الخيبات فما عاد يملك لحظتها حتّى أن يستغيث، وتمثال أرادوا له أن يختصر بلاداً عرضها النخيل والوجع. صراع الحديد مع الحديد طال، وفاتح العصر الجديد تسلق قمّة الهزيمة العربية ليعقل الرأس الحديدي بعلم بلاد الكاوبوي بعدما لم يجد له عقالا في أمته.. كل الكاميرات اتجهت نحو المهللين والعالم ما عاد يرى غير صورة حشود غوغاء وقفت ترقص على جثة بلادها التي استبيحت أمّا من بكى فلا مكان له.. كلّ حصّته تلك الزاوية القصية عند مدخل فندق الميريديان، وخياره الوحيد التواري فبكاء العراق اليوم تهمة.. لا بأس تواروا فالتاريخ بأكمله توارى مختاراً دور مسيحنا المنتظر وساعته على ما يبدو ما زالت بعيدة وبعيدة جدا إن كانت ستجيء.. توارى الباكون وتصدر المهللون صفحات الجرائد وشاشات التلفزة، ما عاد أمام سنواتنا الآلاف إلا مداراة الخجل وانتظار الأجل. و... وسقط التمثال.."
3 Comments:
حلوة أوي أوي
يسلم كيبوردك
هراء
رواية رائعة لكاتبة أروع رحمها الله
شكرا لقلمك
Post a Comment
<< Home