Tuesday, March 21, 2006

أنا وهى وقوس قزح!




كل حاجة موجودة فى السماء، كل حاجة بتنزل من السماء.. الغضب والحزن ،الفرح والرحمة ، الخوف والأمان ، الراحة والتعب ، المستقبل والماضى ، اللى جاى واللى رايح ، اللى كان واللى هيكون ، حتى هديتك موجودة فى السماء صحيح انت متعرفش هى إيه ومين وليه وعلشان ايه ؟ وصحيح ليس معروف فى أى عيد ميلاد ستحصل عليها ولكنك تعلم انها موجودة !
قد تلقى بها السماء فى طريقك فى أى يوم ليس بالشرط يوم عيد ميلادك ولكنه عيد رضاء السماء عنك .. عموما إسمح لى أيتها السماء ان انحنى تلك الإنحناء التى يطلقون عليها انحناءة الشكر واسمحى لى أن ازيد كثيرا فى الإنحناء لعلها تصبح أشهر وأخلص انحناءة شكر وامتنان على هديتك الكريمة ..
كنت اتخيل ان عطايا السماء تتوقف عند هذا الحد أن ترسل لك الهدية وتترك لك حرية التصرف واختيار الطريقة التى تفتحها وتشاهدها وتتعامل معها بها ... "ها هى هديتك فإفرح بها وانظر ماذا أنت بها فاعل " كنت أتخيل ان الكارت الى أرسلته السماء مع الهدية يحمل تلك الجملة فقط وكنت فى قمة الخوف على اعتبار أن دور السماء سيتوقف هنا وسأكمل أنا المسير منفردا وأنا الذى لايجيد التعامل مع الهدايا .. تقول ايه بقى مش وش نعمة ؟
كنت أتخيل ذلك ومرعوب منه بصراحة ،
فأى غلطة قادرة على أن تسحب الهدية منك وتتركك تلعب فى ايدك الفارغة وتلطم بها على خدك بعد فقدانك هديتك التى ربما تكون تعبت كثيرا من طول انتظارها والبحث عنها ؟
غير أن السماء لها الكثير من المفاجأت ورب السماء رحيم غفور .. ولم تتركنى السماء لحالى ولم تتركنى أعانى كنت أشعر أنها تسخر نفسها لخدمتى وإرشادى لكيفية التعامل مع الهدية تمتص غضبى تمنحنى مزيد من الهدوء والسكون لم اعتد عليه ، تهدينى قوة صبر لم يعلمها أحد عنى من قبل، وتزرع فى نفسى صفة جديدة لم أكن أؤمن بها من قبل وهى الرضا بالقليل .. تخيل أنا أرضى بنظرة خاطفة من عينها أو رسالة غامضة غير صريحة تحتاج لقاموس الشفرات لتستخلص منها أن هذه المرأة تريد ان تقول لى أنها تحبنى، شئ صعب لم أكن اتصور أن أرضى به بل و أسعد به كما لم اسعد من قبل ..تلك عطايا السماء السحرية ؟ .. الشكر للسماء !
تخيل أن تظهر لك السماء علاماتها خصيصا من أجل حبك ، تخيل أن تسخر السماء بعض جمالها من أجل أن تمنحك قوة للتعامل مع هديتها التى أرسلتها و تعلم انها صعبة .. قاسية .. حنانها مكتوم بداخلها لايخرج إلا بصعوبة فأرادت أن تساعدنى.. فجعلت غروب الشمس أروع ما كان من قبل وكأن السماء أدركت أنى فى تلك اللحظة أقف بجوارها لأتابع غروب قرص الشمس فجعلت منه لوحة جميلة كان يصعب رؤيتها من قبل، لعل السماء أرادت أن تقول لها أن ذلك الواقف بجوارك هو سر الجمال فى حياتك لعلها أرادت أن تمنحنى فرصة لأقول وأتكلم معها والكلام معها لو تدركون صعب ...
قرص الشمس يتغير ويلعب وكأنه يقول لى قول لها الأن أنك تحبها قل لها الأن انظرى الى قرص الشمس لتدركى أن خلفه بوابة العالم الثالث فهيا ندخل معا يدى بيدك ... كان يمكن أن أقول ذلك ولكن ماذا لو أغضبتها ... إذا صبرا أيها القلب لعل مابك قد وصل لقلبها دون إشارات اللسان!! ... وضاعت فرصة أخرى من مساعدة السماء لى .. ولكن ما أروعك أيتها السماء ؟؟؟!
لا أعلم لماذا دارت رأسى بعيد عن الشمس وبعيد عن الوجه الذى يقف أمامى .. لم يكن هناك سببا محددا ولكنها إرادة السماء التى أرادت لى ان اراه ...كان بألوانه كاملة و رغم الغيوم إلا أنه كان قويا ورغم انى رأيته فى مرات قبل ذلك أكثر صفاءا وقوة إلا انه فى تلك المرة كان اكثر تألقا ربما لانه ظهر خصيصا من أجلى ربما أدركت انه إحدى معونات السماء أرسلتها لى ، وهى تقف بجوارى وكأنها ملاك هبط على الارض فورا ..
لا أعرف ؟!
غير أنى بطفولية شديدة غمزت كتفها قائلا "بصى .. بصى" لم اشعر بفرحة كتلك من قبل عندما قالت " الله أنا اول مرة اشوف قوس قزح حقيقة " يااااااااه إنها إحدى علامات السماء بلاشك !!
لم أدرك مدى حيرتى وعجزى عن الكلام إلا عندما قلت لها "الحمد لله خلى بالك إنك أول مرة شفتى قوس قزح كنت معاى " نظرنا لألوانه ونظرت لعينها أريد أنطق بشئ ولكن ... تلك لعنتى " خوفى من أن أغضبها " إلا أن قلبى وصلته رساله لا أعلم كيف ولم أحللها واكتفيت فقط بإختلاس نظرة لعينها لكى أعود واتنفس وأنا مطمئن ... عدنا نستكمل رحلة الشمس فى الغروب نتابع جمالها وأحلم أنا بذلك اليوم الذى أقف بجوارها بعدما تشيب الشعور وأقول لها "فاكره ."..
تخيلت فى نفس اللحظة أنها تحلم بذلك قد يكون تخيل لإرضاء قلبى المسكين ولكن جاءنى احساس ليقول لى أنه تخيل يحمل بعض من الحقيقة .. رغم انها قالت انها لاتريد ان تعيش لمرحلة "الأسنان المخلعة " دون أن تدرك أن تلك رغبتى منذ كنت فى بطن امى !!
عدت لأرى قوس قزح كان قد قارب على التلاشى ولكنه كان يبتسم لا اعرف من أين ؟
ولكن لعله كان يبتسم ويقول لى "أنا عملت اللى على وظهرت فى وقت قد لا يتوقعه الناس عشان خاطرك وخاطرها "...
رحل و أدركت وقتها أن السماء تبارك تلك اللحظة وتبارك وجودى بجوارها ووجودها بجوارى .. ولم أتكلم ولم تتكلم وكأننا أتفقنا على ما اتفقت عليه السماء
!

محمد الدسوقى رشدى

3 Comments:

At 7:48 PM, Blogger مُصْعَب إِبْرَاهِيم said...

ربنا يوفقك و يوفقها يا دسوقي :)
أنت تستاهل كل خير

أخوك الصغير

 
At 4:01 PM, Anonymous Anonymous said...

I don't understand but it's wonderful...
Today the Peace is possible in the Basque Country (Europe)

 
At 4:04 PM, Blogger حدوته مصرية said...

بلوجر جميل قريته كله تقريبا

واسم مميز دنانير

 

Post a Comment

<< Home