Monday, October 09, 2006

اغتسا ل



تقلبت فى فراشها و هى تسحب الغطاء على كتفيها تستدفىء به بينما كانت يداه تحاولان إزاحه الغطاء عنها و هو يوقظها..
صلاه الفجر-
الفجر لم يؤذن بعد, كم الساعه الان؟-
قالتها و هى تغالب سباتها و تكاد حروف كلماتها تختلط من فرط رغبتها فى النعاس.
- لم يبق على الاذان سوى دقائق قليله و عليك ان تنهضى لتغتسلى قبل الصلاه.
طار النوم من عينها حين صك مسامعها لفظة " إغتسا ل",فقذفت بالغطاء من فوقها بقوه و قامت و هى تتمتم فى استسلام و فى يأس حاضر!
جلست لثوان على حافه الفراش موليه إ ياه ظهرها تاركه قسمات وجهها تفصح عما يعتمل فى صدرها من مشاعر , شبه ساخره تسللت إلى حافه فمها و هى تتنهد بقوه..
اختلست النظر اليه و هى تمرق إلى الحمام فلما رأته يجفف رأسه بالمنشفه فى قوه و نشاط اتسعت ابتسامتها و غمر قلبها يأس مرير.
أغلقت عليها الحمام من الداخل و خلعت ملابسها ثم وقفت عاريه تماما أمام المرآه..لفت شعرها على يديها و أسدلته جميعا على كتفها اليمنى ثم على كتفها اليسرى ثم أرسلته خلف ظهرها و هى تتفحص جسدها فى المرآه..بدت فى عينيها نظره رضا مشوبه بحسره ثم تزايدت الحسره حتى محت إحساس الرضا الذى انتابها و هى تتفحص نضرتها فى المرآه, دلفت الى البانيو و سحبت ستارته فى عنف ثم بدأت فى خطوات الاغتسا ل..ذات الخطوات التى لقنها لها فى الليله الأولى ..ليله الزفاف..
فى خسه قا ل لها و هو يهبط من فوقها :مبروك..
غاص الماء من وجهها و من جسدها و من حياتها كلها منذ تلك اللحظه,نظر فى عينيها بقوه كأنما هى المذنبه..تظاهرت بالحياء, و سوف تمر عليها فيما بعد ليال تتظاهر فيها بالبهجه و بالنشوه و بالارتواء بينما الأرض عطشى لا تجد من يرويها.
و قا ل لها:إن أكثر ما شدنى اليك حياؤك الجميل,لست كالفتيات الفاجرات,تعجبنى المرأه التقيه التى لا تعلم من أمر الدنيا شيئا حتى تتزوج, و فيما بعد سوف يردد على مسامعها بمناسبه و بدون مناسبه حديث الرسول صلى الله عليه و سلم
"خير ما يكنز المرء المرأه الصالحه:إذا نظر إليها سرته,وإذا أمرها أطاعته, و إذا غاب عنها حفظته فى عرضه , و ماله", و لقد حفظت عرضها قبل أن تزف اليه و اضطرت لأن تحفظه بعد الزفاف..
أما ماله فقد أغدقه عليها- فى نظير صمتها- بلا حساب.
تركت الماء ينساب على جسدها و تبأطأت حتى تناهى إلى سمعها صوت المؤذن من المسجد القريب, و فى تلك اللحظه تعالت طرقاته على الباب يستعجلها لتنهى غسلها..غسل الجنابه.
وفى فجر ليله زفافهما احتضنها بقوه و هى خارجه من حمامها بعد الاغتسال و غاص بشفتيه فى شعرها المبلل فأحست بنفور شديد و غالبت رغبتها فى التقيؤو بدأت اولى خطواتها على درب المراءا’ فتملصت بخفه من بين ذراعيه و هى تتضاحك متظاهره بالتدلل و جلست أمام المرآه تمتشط,وجهها ينطق بالبشر و على صدرها يجثم هم مقيم.
وقفت تصلى خلفه, تمقت صوته حتى و هو يتلو أيات الله , نبراته تفيض جفافا و غلظه و تصنعا..
تحمد الله أنه يؤدى باقى صلواته فى المسجد تاركا اياها تخشع فى صلاتها على أنفراد.
وحين عاتبها والدها فى إصرارها الزواج منه رغم تحذيره إياها مما استشفته فراسته فيه من غلظه و من جفاف طبع أجابته فى ثقه: خشونته تنبع من تقواه فهو مثال للمسلم التقى الذى إن أحب المرأه أكرمها و إن كرهها لم يظلمها,فهز الأب رأسه فى حيره و لم يعقب.
و هما مازالا جالسين على السجاده يسبحان عقب الصلاه تمتم فى فظاظه:زوجه أخى حامل.
غاص قلبها و جف ريقها و همت بأن تنطق لكنها أطبقت شفتيها بينما استرسل هو و ظهره إليه قائلا فى نبره تقوى مصطنعه ما عادت تنطلى عليها:سبحان الله! لقد تزوجا بعدنا بسنوات عديده لكنها إراده الله " يهب لمن يشاء إناثا و يهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا و إناثا و يجعل من يشاء عقيما".
و كم من ليال مرت و هو يعلو و يهبط ثم يقترح أسماء لأبناء يعلم يقينا أنهم أبدا لن يولدوا.
أحنت رأسها و هى تنظر إلى يديها المعقودتين للتسبيح..طرقت الأبوابا لخلفيه لعينيها دموع ملتهبه فأوصدت دونها الأبواب وازدردت ريقها المملح فى يأس..فردت أصابع يدها تتأملها و هى تشد جلدها إلى الخلف كأنما تخشى أن يمضى قطار العمر مخلفا بصماته عليها و هى جالسه فى مكانها بلا حراك.
قام فقامت و توجهت الى المطبخ لتعد له الإفطار ..حبن انفردت بنفسها تركت لدموعها العنان ثم جففنها قبل أن تعود اليه.
قامت على خدمته و هو يفطر ثم ساعدته فى إرتداء ملابسه..امرأه صالحه ..نعم ,أعدت نفسها طويلا لتكون كذلك بيد أنها كانت تحلم فى ذات الوقت بزوج قوى أمين.
و هو يحمل حقيبته متهيئا للانصراف إلى عمله قال لها فى غلظه و وقاحه :لا تنسى أن تتصلى بزوجه أخى لتباركى لها,أخشى إن لم تفعلى يظنوا بك الغيره منها لأنك لا تنجبين.
قالها و هو يتجنب النظر إلى وجهها..الكذاب الأشر..
للمره الأولى منذ زواجهما تنظر إليه فى تحد..لم تحول وجهها عنه و لم تغض بصرها كما اعتادت..رشقت عينيها فى صميم نظراته و هو يلفها فى الحجره بحثا عن مهرب..ثبتت فى موقفها,وحين التقت عيناهما قالت فى هدوء عميق و فى إصرار:طلقنى.

" دكتوره نهى الزينى"

6 Comments:

At 9:29 PM, Blogger ربيع said...

يا ترى د نهي الزيني هي الكاتبة؟ ، للأسف معلوماتي قليلة جدا عن الست المحترمة نهى الزيني ، لو ممكن نعرف أكتر عنها

 
At 9:47 AM, Blogger Dananeer said...

نهى الزينى عامله مجموعه قصصيه اسمها اغتسال
انا كمان كنت اول مره اكتشف خصوصا ان اسلوبها حلو
المجموعه من اصدار ميريت يا سبرينج

 
At 1:17 AM, Blogger كلمه said...

gamda mooooooooooooot .... bgd esloob zreef 25er 7aga ... lel 2saf brdo en m3lomaty 3n eldr. noha elzeny tkad tkoon ZERO :D

nice choice bgd

 
At 11:53 AM, Blogger Unknown said...

تحفة بجد

 
At 12:17 PM, Blogger بنتاؤور said...

مشاعر انسانية حقيقية
بناء درامى متماسك
الى الامام

 
At 4:24 PM, Blogger Dananeer said...

انا كمان مكنتش متخيله ان نهى الزينى بتكتب حلو كده و مؤثره

 

Post a Comment

<< Home