مش المفروض
رضوى كانت كاتبه بوست عجبنى لسه قرياه من شويه
عن الخوف انك تكون مختلف
او بمعنى اصح الخوف من ان غيرك مش حيقبلك و انت مختلف
خصوصا كتميز دينى
افتكرت ساعتها حاجات
خلتنى اقولها
اوحش حاجه ان الواحد يضطر يكون ماشى مع التيار او محطوط فى قالب معين
عشان ميخسرش
او عشان زهق من انه يتخانق
او حتى يتقابل بعلامات الاستعجاب و الهمس
فبيسكت
و بيكون فى سكوته نوع من التكتم والمهادنه مع الرفض الصامت
و انا صغيره فى اجتماعات العيله عند جدتى
كنت باحب اخد مجلاتى و اقعد اقراها فى البلكونه مهما كان الجو حر
لمجرد انى باحب القرايه و الهدوء
خالو كان دايما ياخدنى على كرسى الاعتراف و يقولى
خليكى مع الناس
هاتى حاجتك حتى و اقعدى هنا
بس انا باحب اقعد هناك!
و اضطر انضم للقافله
مكنتش منعزله و طفله واخده ركن
بس فيه وقت كنت باحب اخد حاجاتى و اقراها
لما باعوز اعمل حاجه كنت باعملها
برضه كانوا البنات بساعدوا فى الاكل و تجهيز السفره و خلافه
انا كنت باحب اكون مع خالى و ابن خالى فى التصليحات!
فك ركب ودى هات
روح اشترى مش عارفه ايه
روحى ساعدى البنات
سيبيهم هم يعملوا الحاجات دى
كنت باحب اوى كمان اقف بدل العامل فى محل كان بتاع خالى
كنت بالاقى متعه انك تشوف الناس وهيه رايحه و جايه
و تتعامل معاهم و تكون مسئول
و ده برضه كان محل خلاف
كنت طفله خيالها واسع و حركتها كتير
و كلامها كمان
بتتكلم و تتصرف بتلقائيه مطلقه
و برضه كنت بتصدم بالمفروض و لازم تكونى و لازم تعملى و مش لازم مش عارفه ايه
و الانتقاد اللى مكنش مفهوم ليا مع نظرات الاستغراب المتبادله بينى و بينهم!
خصوصا انى مكنتش بلاقى النوع ده فى بيتنا
مع مرور الوقت بتكبر و بيقابلك كتير بيقلولك المفروض و لازم
خصوصا انى كنت باحب اروح اقعد فى كل مكان شويه و أزور الناس
كل واحد من وجهه نظره
و انت مابين رافض و محتار و متناقض
يبتدى كلامك يقل مع الوقت و حركتك
و تبدى تشيل جواك
و بقيت انت اللى بتقيد نفسك بنفسك
حتى خيالك اللى مضايقهم
و تصرفاتك بتحاول تلجمها
و يبتدى التناقض و الخناق جواك
و كتير بتتمرد و تخرجه
و يحصل تصادم مع المفروض و ازاى
و تناقضات اكتر مع المفروض اللى مبيعملهوش كتير
اصحاب كلمه مفروض
لحد ما بقيت بتزهق
فبقتش بتتناقش
بتشيل ارائك جواك و رفضك لارائهم
لحد نقطه معينه و تتمرد
تكبر اكتر
تحتار من كونك مختلف
و كتير من المفروض و اللى لازم اللى بيقولوها الناس
بس جواهم و بعنيهم اكتر من كلامهم!
مثلا مكنتش باحب البس جيبات و حركات!
معرفش اندمج مع الناس المختلفه اوى
من نوعيه الناس اللى دماغها فاضيه او ليها اهتمامات مختلفه تماما
خصوصا البنات و الستات الكبار اللى من النوعيه اللى جايه
مبحبش اقعد اتكلم على تسريحه مين و اكله ايه و مين كانت لابسه ايه
مبحبش الدهب و الاكسسوارات!
مبحبش حفلات البنات الجماعيه و الرقص!
و لا قعدات الكلام فى الشغل
مش باحاول ادور على العريس اللقطه
ولا مقتنعه بتاتا بجواز الصالونات
قايمه طويله
بقيت ازهق من الكلام و المناقشات اللى ملهاش لازمه
و بقيت ازهق من التناقض بين انك تتكلم مثلا على كتاب ايه اللى كنت بتقراه
و مين اللى بتكلمك باهتمام عن ستار اكاديمى
او رجيم مين و اكل ايه
مكنتش بارغى كتيرفى الشغل مع النوعيه دى
و باكره الاحساس ان الناس بتتطفل على تفاصيلك مع محاوله التعديل
زى محاولات توفيق راسين فى الحلال!
او نصيحه من حد بلبس ايه عشان الولاد بيهتموا بالحاجات دى!!
و خد عندك
مش عايزه حاجه مبعملهاش
مش فارقه معايا بقى المفروض و ازاى
مضايقه باحب ابقى لوحدى
و باكره محاوله جرى غصب عنى
مش مهم عندى الناس اللى مش قريبين يعرفوا ارائى
و مش بارضى ابدا اتصرف بشعار المفروض و حد من الكبار يفرض عليا حاجه
بس مع الاغراب و نصايحهم و المفروض
بقيت باسكت و مش مهم دايما اتكلم و لا اقول لا مش المفروض
او انا باحب كذا و مبحبش كذا
او حتى عن العالم بتاعى
المفروض مكنش انا؟؟
المفروض اضحك عشان المفروض
و ازعل عشان المفروض
و اتكلم عشان المفروض
و اسكت عشان المفروض
زهقت من المفروض
بس فيه حاجه وقعت فى السكه
و حاجه مش قادره اتخلص منها
النونو الشقيه بتاعه زمان ام كلام و حركات كتير مش لاقياها
تاهت فى السكه
بتظهر واحده تشبهها فى لحظات قليله اوى خصوصا لحظات التهييس
و اللجام و القيود اللى انا حطيتها عليها زمان
مش راضى يفارقها
و مش راضى يفارقها الخوف من انك تجرب او تغلط او تقول
عشان المفروض!
و عشان خايف تتوجع او توجع
مرتين الاقى حد قريب يقولى
سيبى هبه انتى ليه حبساها و مطوقاها
ليه حطه هبه جوه قمم و قافله عليها
هبه مفتقده النونو اوى
و مش عارفه تتخلص من التناقض اللى بين بره وجوه
يمكن فى يوم تقدر تطير بعيد عن المفروض..
Labels: فضفضه