أنا عصفوره ف الساحه
من أربع سنين او اكتر
كنت ف تالته كليه
و كنت باجيب حاجه من الكافيتريا هناك
مع الست هوزا
و رايحين نقابل ابن خالى العزيز ف كرسينا المفضل
و لقينا بنوته
جاتلها هديه قفص فيه عصفورين
لقيت هوزا عجبينها اوى
و بتقول ان كان عندها زمان عصافير
ساعتها قلت لنفسى بس
وجدتها وجدتها
كان فاضل كام يوم على عيد ميلادها
و مكنش ف دماغى حاجه معينه اجيبهالها
لحد ما شفنا العصافير
وبعد اول مايو
بيوم واحد بس
كنت باخبى عند سيد ف الكافيتريا قفص صغير
فيه عصفورين
بما انى عمرى ما ربيت اى كائن
و الحاجه الوحيده اللى عندنا ف البيت
شجره و ريحانه و كام زرعه
مكنش عندى اى خبره ف العصافير بتاتا
كل اللى عملته ساعتها انى زنيت لبابا شويه
عشان يودينى اشترى عصافير
ركنا جنب محل ما و كنا بالليل اوى
و كان الراجل مش طايق نفسه
و عمى رجعلى بالقفص و العصافير
و طبعا محدش فينا فكر ف حاجه
لا ميه و لا اكل
و لا بيت
و لا ان القفص المفروض يكون كبير
خدنا العصفورين البيت
و قعدنا نتفرج عليهم
مكنويش عاجبنى
و كنت عايزه اقتل عمى
انا كنت عايزه اختار
الله
انا كنت عايزه عصفورين كناريا كل واحده بلون واحد
اقرب لعصافير الشارع
بس بلون واحد
اصفر ازرق ابيض
جبولى عصفورين
واحد اخضر ف اصفر ف اسود ف موف
و التانى ازرق ف ابيض ف اسود ف اصفر ف موف
كتيير اوى
دوشه الوان
خلتنى مستغرباهم ف الاول اوى
و حاسه ان شكلهم غريب شويه
رغم تجانس كل الالوان دى
ما علينا
و لظروف هوزا و حادثه سابقه مع عصافيرهم
مامتها اديتهم كارت احمر
و قالت انها مش مستعده تلاقى عصفوره غرقانه ف دمها تانى
و حنشيل ذنبها
خصوصا ان بيت هند جنبه شجره كبيره واصله لبلكونتهم
ممكن تطلع عليها اى حاجه
و زرع البلكونه بيجيب نمل
و رجعوا العصفورين عندى
عشان ابقى مسئوله عن الكائنات الحيه الصغيره ام ريش دى
و غير انى عمرى ما فكرت اربى حاجه
بخلاف احلام الطفوله بتاعه الحصان و الدولفين و الغزاله
فانا طول عمرى باخاف من اى كائن حى و من الريش
و انا صغيره كنت باخاف من الريش جدا
دى كانه نقطه ضعفى
اى حد من عيال العيله عايز يغلس عليا
يجيبلى ريشه
و يا سلام بقى لو سودا عشان الرعب يكمل
مش عارفه
اللى فاكراه انى كنت باحلم و انا صغيره بغوله مليانه ريش
حاجه كده شبه الغوريلا بريش
زى اللى كانوا بيخوفوا بيها فاتن حمامه
ف الفيلم
بس مليانه ريش
بتجيلى فى سريرى انا كمان و عايزه تخنقنى
و انا باموت م الرعب
و باموت و انا عايزه هوا
و مش قادره اصرخ او اصحى
او حتى ازقها
يمكن ده سبب رعبى من الريش
لما كبرت قل الرعب ده اوى
بقيت ممكن امسك الريش
بس بقرف
و فضلت باتقرف من جميع الكائنات ام ريش جدا
و باخاف امسكهم
بطلت اكل فراخ و طيور اصلا
و مبقتش اكل لحوم تقريبا
نرجع لتونى و بونى
مقلتلكوش انهم بقوا اسمهم تونى و بونى
الست مرمر اللى سمتهم على اسم ارانيب كشاكيل الاطفال بتاعتنا
اللى مكناش بنحب نجيب غيرها
و انضم لافراد البيت تونى و بونى
تونى و بونى طلعم الاتنين ولاد
مقلب تانى من اخينا البياع ربنا يسامحه
و جبنا لتونى و بونى قفص جديد كبير موف
ببيت و عصايه و اللذى منه
و احتل تونى و بونى مكان ف بلكونتنا جنب الزرع
مع الوقت انا بقيت باحب تونى و بونى جدا
و باقضى معاهم وقت طويل
و بالليل باخدهم يناموا ف اوضتى
بعد ما نسمع الراديو سوا
و يتشاقوا شويه
تونى كان ازرق و كائن شقى جدا
و مزعج جدا جداو عضاض لاقصى درجه
بس استحاله متحبوش
عينيه كانت سودا و شقيه
و كل تصرفاته بتقول ان الكائن ده فاهمك كويس
بونى كنت بافتكرها عصفوره
و باعاملها كده
طيبه مستكينه بعنين سوادها دافى و مفيهاش شقاوه
ده لا يمنع انها بتدى تونى فوق دماغه لما بيتشاقى و يعضها
و الاتنين كانوا بيعملوا دوشه مش ممكن
بقت اول حاجه باعملها لما ارجع من بره اروح عندهم
و بقوا يتنططوا لما يشوفونى
نتخانق مع بعض نضحك مع بعض نلعب مع بعض
رغم انى مكنتش بامسكهم
و هم صغيرين شويه كانوا يادوبك وقت النوم
ممكن يخلونى اوقفهم على ايديا جوا القفص
اكتر من كده
عض مبيرحمش
بس مش مهم انى امسكهم
هم عرفونى و انا بقيت باحبهم
اديهم دش ساقع ف الحر و يطنططوا
ف الشتا اكلفتهم كويس
نروح نقعد سوا مع تيتى
نتخانق و انا متغاظه
اعيطلهم و انا مضايقه
مكنتش باتحرك ف حته و اسيبهم
رايحه المنيل عند تيتى اخدهم معايا
رايحه الهرم معايا
باحب انا اللى اعملهم كل حاجه
و مبحبش اسيبهم مع حد
و هكذا عدينا سنه تالته كليه
رايحين ف تاكسى و جاين ف تاكسى
من المنيل للهرم
و من الهرم للمنيل
و سط تريقه السواقين
و غيظهم ساعات
ايه ده انتى جايبه كتاكيت؟؟
ايه ده هم بيصرخوا كده ليه؟؟
ايه ده انتى معاكى ايه؟؟
ف يوم دخلت البلكونه و باشيل الغطا
لقيت تونى غرقان دم
و واقف ف هدوء مش طبيعى
و بيصوصو بصوت واطى و بيرفعلى رجليه
انا اتسرعت
الحمدلله العضه كانت ف رجليه بس
بس منظر الدم
و شكله و فكره انى ممكن كنت الاقيه متقطع
و اللى عمرى ماجت ف دماغى
ما فارقتنيش لحظه
بعد اللى حصله
بقيت كل شويه ادخل اطمن عليهم
حطيت بن لتونى ساعتها
و سابنى احطهوله
و فضل مقرب جنبى و رافعلى رجله و بيغمض و يفتح عنيه
و بعد كام يوم رجع تونى للشقاوه المعتاده
و سياسه العض و ممنوع اللمس
بس بقى بيتنطط بشكل غير عادى كل اما ادخل لهم
و فاضل يقولى ماما جت ماما اهيه
رعبى انا اللى سكنى
اسمع صوتهم على فجأه اجرى اشوف مالهم
كل شويه اروحلهم و خايفه حد يحصله حاجه
احلم احلام وحشه
اخرج من الصلاه على صريخهم
مبقتش عارفه اتحرك
و بقيت حاسه بتقل مش عادى
مستحملتش
مقدرتش استحمل اشوف حد منهم ميت عادى حتى قدامى
رجعتهم لهوزا
اللى اديتهم لصاحبه تانيه عندها عصافير مات منهم واحد
و كنت باسأل عليهم هوزا كل فتره
و بتطمنى
بعدها عرفت ان تونى مات
و انها مكنتش عايزه تقولى
و ان بونى خلفت مع عصفوره تانيه
عيطت على تونى
محاولتش اسأل عليهم تانى
كنت خايفه
كنت باكتفى اطلع ريشهم اللى شيلته
و بقيت باحبه كل فتره و المسه و افتكرهم
و اندم ان مكنتش عندنا كاميرا ساعتها و صورتهم
انا بقالى كتيير اوى اوى عايزه احكى عن تونى و بونى
و مش عارفه ليه مبحكيش
من كام يوم و ف عيد ميلاد حضرتى الحكم جابلى عصفورين هديه
حاجه كده لسه مش عارفه نوعها بمناقير حمرا و ريش اخضر اوى
و عيون مبرنقه و شبه الببغان شويه
انا كنت حاصرخ ف الشارع تقريبا
قلبى عصافير
بتهرج
حرام عليك
خصوصا انى بقيت باترعب زياده بعد اللى حصل
يعنى مسئوليه و ارواح تانيه اتعود عليها و ف اى لحظه حتنتهى
و الاوحش بين ايديا و لو موته وحشه
و انا اصلا مبستحملش اشوف المناظر دى خالص
دم او اى حاجه
رجعت البيت فرحانه و زعلانه
و خايفه
و انا ماشيه ف الشارع بالقفص فضلت اضحك
زى العبيطه و احاول اسكت نفسى
كل ما الاقى القفص بيتهز ف ايديا و الناس بتبصله
بصراحه بينى و بين نفسى كنت عارفه انى افتقدت العصافير
و دوشتهم و طقوسنا اليوميه
و كنت فرحانه اوى عشان هو بيحبنى
و فرحان بمجرد وجودى ف حياته و قدام عينيه
لما رجعت البيت شلت الغطا و شفتهم
و اقعدت اتفرج على تفاصيلهم
كنت مستغرباهم اوى
بالوانهم الزاهيه و شكلهم الأقرب للبغباغانات شويه منه للعصافير
و خايفه منهم اوى و عليهم
اى حركه منهم بتنفض و بتخض و انا باعملهم اى حاجه
و حسيت انى مش حاباهم زى تونى و بونى
و انى مضايقه عشان فيه مسئوليه مطوقانى
و يمكن اختبار لحاجه تانيه
انا اصلا كنت خايفه منها و حاسه انى مش قدها
تانى يوم اضطريت اصحى بدرى
اجيبلهم اكل و ميه و بيت
لان حكمى عمل زى حالاتى و مكنش يعرف و جابهم من غير مكان للميه ولا اكل و بيت
و رغم الحر و البهدله عشان الاقى بتاع عصافير فاتح
بجد لقيتنى مبسوطه و باضحك
ابتديت اتعود على شكلهم
و احب حركاتهم
مجاش ف دماغى غير اسمين
فلفله و جرجير
معرفش
هم كده فلفله و جرجير
يمكن عشان لونهم الاخضر اوى
فلفله كائن هادى جدا
كان شكلها اصلا تعبان
مبتتنططش
واقفه معظم الوقت و مغمضه عنيها
و ريشها من ديلها الوانه رايحه
معرفش حسيت انها عجوزه او عيانه
جرجير
عنيه بقيت باحبها
فيها نفس اللمعه و الشقاوه بتاعه تونى
وباحب شقاوته
كان شقى شويه و بيتنطط طول الوقت
و رغم كده فضلت خايفه منهم
و فضلت خايفه حد يحصله حاجه
لدرجه انى بحلم بده
احلم ان النمل موتهم
فار عضهم
حاجه حتقطعهم
بعد اقل من اسبوع
العصافير جولى يوم 19بعد عيد ميلادى بيوم
وبعد يومين
من بدايتى كتابه البوست ده
ولحد ما خلصت قصه تونى و بونى
قمت من النوم باشيل الغطا القفص عشان ادخلهم البلكونه
و حافضل فاكره كويس اوى قلبى اتقبض قد ايه
و الاحاسيس اللى حاسيتها
فلفله كانت على ارضيه القفص ميته من غير دم
و متخشبه و رجليها مرفوعه فوق و مطبقه
عيطت و قشعرت و حطيت ايديا على بقى و التانيه على قلبى يمكن يقف م الخوف
و اول مره اخاف اكتر بعد ما هديت فتره
يعنى ملك الموت كان عندنا
يعنى تيتى ف يوم حيجيها الملك ده و الاقيها يوم جنبى اول ما اصحى متخشبه زيها
اول مره الاقينى مش عايزه ابقى موجوده ساعتها خالص
الموت علينا حق
و طول عمرى كنت بدعى متموتش و تسيبنى
يا اموت قبلها
بس مع الوقت و لما كان بيزيد عليها المرض
كنت بدعيلها بالرحمه حتى لو كانت ف موتها
و كنت بادعى اكون جنبها ف لحظاتها الاخيره
و لو مكنتش جنبها لازم اعرف
لقيتنى حاسه انى مش حاقدر اكون جنبها
مش استحمل
دى مجرد فكره سيطرت عليا اليوم ده
و مبقتش عايزه جرجير خالص
مش حاستحمل يحصله حاجه ف يوم
ساعتها ممكن اكون لوحدى خالص ف البيت و المفروض اتصرف
بعد تلات ايام من موت فلفله
فضل جرجير فيهم مش بياكل و لا بيشرب تقريبا
و بيستخبى معظم الوقت ف البيت و ينام فيه
و لو قربت من القفص بيخاف و يرزع فيه لحد مايروح يستخبى
و يبص بعنيه بس
عنيه اللى ملاها الرعب و الخوف
خدته لأقرب محل عصافير
و اديتهوله
صحيح مقعدوش معايا اسبوعين على بعض
بس عمرى ما حانسى فلفله و جرجير اللى حبيته
و أول هديه جاتلى منه
و تخطيت صدمه فلفله
و بعدى لاول مره من سنيين
عن جدتى و بيت جدتى
او على الأقل باحاول
فيه اوقات بتيجى علينا
بناخذ قرارات قاسيه علينا
بنضطر نبعد شويه عن ناس بنحبهم
بس بنكون محتاجين ساعتها اكتر نبص قدام و نمشى و نتحرك
نعيش بعيد شويه عن القفص اللى المرض حطهم فيه
و حطينا نفسنا معاهم عشان بنحبهم
و بعدنا عن كل حاجه
و نسينا اى حلم عشانهم
و عشان خوفنا عليهم
وكونا منبقاش موجودين لو حصلهم حاجه
اكتشفت فجاه وسط كل ده
انى بقى عندى 25 سنه حته واحده و انا مكنش ليا حياه تخصنى
ولا بيت لا شغل و لا مستقبل
و احساس مش طبيعى بعدم الأمان
و شنطه سفر مستنيه ترحال حيجى ف اى وقت
مع اى مشاكل بتحصل
و ناس مشغوله بنفسها و حياتها
و ناس بتمشى ف سكتها بالقوه مش مهم على حساب ايه و مين
اكتشفت انها فارقه معايا
تفرق اوى السنين الجايه دى و قد ايه راح
تفرق معايا اوى
ابدأ اجرى معاه ف دنيا
اوقات كتير مشقلبه
كان لازم أعدى السكه
كان لازم اروح البر التانى
على فكره العصافير طلعوا عصافير الحب
"Lovebirds"
Labels: أنا بدى أعيش